920217
920217
العرب والعالم

إيران تؤكد أن تجربتها الصاروخية «ليست رسالة» لترامب.. وروسيا «قلقة» من التصعيد بينهما

06 فبراير 2017
06 فبراير 2017

ترامب: احترامي لبوتين لا يعني أنني «سأتوافق معه» -

عواصم - سجاد أميري (رويترز - د ب أ): قالت إيران أمس إن التجربة الصاروخية التي أجرتها في الآونة الأخيرة ليست رسالة موجهة إلى الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب أو لجس نبضه لأن المسؤولين الإيرانيين «باتوا يعرفونه جيدا» بعد سلسلة من التصريحات.

وأجرت إيران تجربة على صاروخ باليستي جديد الأسبوع الماضي الأمر الذي دفع واشنطن لفرض عقوبات جديدة على طهران.

وكتب ترامب في تغريدة على تويتر أن طهران - التي قلصت أنشطتها النووية بموجب اتفاق مع القوى العالمية الست في 2015 خفف أيضا العقوبات عليها - «تلعب بالنار». وأجرت إيران عدة تجارب على صواريخ باليستية منذ إبرام الاتفاق النووي في 2015 لكن التجربة الأحدث التي أجريت في 29 يناير كانت الأولى منذ دخل ترامب البيت الأبيض.

ورغم التراشق بين واشنطن وطهران قال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس السبت الماضي إنه لا يدرس تعزيز القوات الأمريكية في الشرق الأوسط للتعامل مع سلوك إيران «السيئ.»

وكتب حامد أبو طالبي نائب مدير مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني في تغريدة على تويتر أمس قائلا إن على الحكومة الأمريكية أن «تنزع فتيل التوتر في المنطقة لا أن تؤججه».

وأعلنت إيران السبت الماضي أنها ستصدر تأشيرات دخول لفريق مصارعة أمريكي لحضور بطولة العالم للمصارعة الحرة لتغير قرارها بمنع إصدار تأشيرات للفريق ردا على أمر تنفيذي من ترامب يحظر إصدار تأشيرات دخول للإيرانيين.

من جهته قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «بهرام قاسمي»: إن التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأمريكيين تجاه إيران عدائية ومهددة، إلا أنها لا تعني شيئا بالنسبة لإيران.

وأكد قاسمي أن كل ما له علاقة بالشؤون الصاروخية والداخلية لإيران مرتبط بالحكومة والشعب والسيادة الإيرانية، ولا حاجة للتشاور مع الآخرين حول هذا الأمر.

وقال قاسمي: إن أمام الإدارة الأمريكية الكثير لتستقر بشكل كامل، وهي لم تستقر بعد، وأن تصريحات المسؤولين الأمريكيين متناقضة، وبعضها عدائي وتهديد لإيران.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: إن العقود الثلاثة الماضية شهدت الكثير من هذه التصريحات والمواقف العدائية الأمريكية، إلا أن مرور الزمن هو الذي سيحدد المسار.

وأشار قاسمي إلى الحظر الجديد الذي فرضته أمريكا على إيران، قائلاً: إننا نعمل على مواجهة الإجراءات غير العادلة والخاطئة للإدارة الأمريكية بإجراءات خاصة سنفرض من خلالها عقوبات على شخصيات أمريكية، كتلك التي تدعم المجموعات التكفيرية مثل «داعش»، والكيان الإسرائيلي، مبينًا أن قائمة بهذا الأمر يتم الانتهاء من مراحلها النهائية وسيتم الإعلان عنها قريبًا. بدوره أعلن معاون وزير النفط الإيراني للشؤون الدولية، أمير حسين زماني نيا، أنه لا مكان للشركات الأمريكية في المشاريع النفطية في إيران.

وقال زماني نيا: نظرًا للعقوبات التي أقرها الكونجرس على إيران لن تعمل الشركات الأمريكية على الأراضي الإيرانية. وتابع «على هذا الأساس لن تشارك هذه الشركات أيضًا في المناقصات، التي ستعقدها وزارة النفط». وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت عن عقوبات جديدة ضد إيران، الجمعة الماضية، وذلك على خلفية تجربة طهران إطلاق صاروخ باليستي جديد. في الشأن النووي الإيراني أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أن إيران تسلمت 149 طنًا من الكعكة الصفراء عبر اربع شحنات جوية.

وقال: إن الشحنة الأخيرة ستتسلم اليوم . وأشار صالحي في تصريح صحفي إلى أننا استوردنا تزامنًا مع تنفيذ الاتفاق النووي خلال العام الماضي ما يقرب من 210 أطنان من اليورانيوم، وكان قسما من ذلك إزاء اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 بالمائة والذي تم تصديره إلى الخارج.

وتابع صالحي: إن الكمية التي استوردناها لاحقا والبالغ وزنها 149 طنا ستضاف إلى الكمية التي استوردت في وقت سابق والبالغة 210 أطنان ليصل مجموعها إلى 359 طنًا وعلى هذا الأساس أن هذه الكمية ستضاف إلى احتياطيات البلاد من الكعكة الصفراء. وأشار صالحي إلى أنه على مدى عمر الجمهورية الإسلامية لم يجر استيراد حتى غرام واحد من الكعكة الصفراء، وقال: الآن ومع تسلمنا الشحنة الرابعة اليوم ستصل كمية الكعكة الصفراء التي تم استيرادها خلال عام إلى 359 طنًا ما سيرفع حجم احتياطيات إيران من الكعكة الصفراء بنسبة ستين بالمائة.

في السياق نقلت وكالة الإعلام الروسية عن السفير الروسي لدى إيران ليفان جاجاريان قوله أمس: إن موسكو قلقة من تصعيد الخطاب بين الولايات المتحدة وإيران وإنها ستفعل ما بوسعها للحد من التوتر بين البلدين. ونقلت الوكالة أيضا عنه قوله: إن إيران لم تطلب من موسكو التوسط لدى واشنطن نيابة عنها.

من جهته خفف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من وصف لنظيره الروسي فلاديمير بوتين بالـ«قاتل»، وقال إن إيران تبدي «استخفافا تاما لبلادنا»، في مقابلة تلفزيونية بثت أمس الأول.

وفي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» لم يقل ترامب ما إذا كان سيلغي اتفاق إيران النووي، بعد دخوله حيز التنفيذ منذ أكثر من عام. وقال ترامب: «يبدو إن جرأتهم زادت... إنهم يتبعون طائراتنا، ويحومون حول سفننا بقواربهم الصغيرة، لقد افتقدوا الاحترام».

ولم يؤكد ما إذا كانت الولايات المتحدة تحرك حاملة طائرات في استعراض للقوة أمام إيران، قائلا: إنه لا يتحدث علنا عن «التحركات العسكرية». وقال ترامب أيضا إنه يحترم بوتين، لكن هذا لا يعني أنه سيتوافق معه.

وتابع الرئيس الأمريكي «دعني أقول لك أنه من الأفضل أن نتوافق مع روسيا بدلا من الاختلاف، وإذا كانت روسيا ستساعدنا في مكافحة داعش، وهي المعركة الكبرى، والتطرف الديني في جميع أنحاء العالم...فإن هذا شيء جيد.»

إلا أن المحاور، بيل أوريلي قاطعه قائلا: «لكنه -بوتين- رغم هذا لا يزال قاتلا». ورد ترامب: «هناك الكثير من القتلة...لدينا الكثير من القتلة. ماذا تظن؟ بلدنا بريئة؟»

وقال ترامب: إن الولايات المتحدة ارتكبت الكثير من الاخطاء، مشيرًا إلى أن الحرب في العراق خير مثال على هذا. وأوضح أن «هناك الكثير من الأخطاء، ولكن الكثيرين قتلوا... هناك الكثير من القتلة حولنا، صدقني».

وقال ترامب أيضا: إن إدارته تهدف أن يكون لديها أساس بديل لقانون الرئيس السابق باراك أوباما للرعاية الصحية بحلول نهاية العام الجاري، وقال: إن الأمريكيين يمكن أن يتوقعوا خفضا للضرائب قبل نهاية العام.

وعندما تحدث مع الرئيس المكسيكي انريكي بينا نيتو، قال ترامب إنه ناقش معه موضوع عصابات المخدرات، لكنه لم يجب مباشرة عندما سئل عما إذا كان قد قال لبينا نيتو: إن الجنود الأمريكيين يمكن أن يتعاملوا مع العصابات إذا لم تستطع المكسيك فعل ذلك.

وأضاف ترامب: «أبدى (بينا نيتو) استعداده التام للحصول على مساعدة من الولايات المتحدة لأن لديه مشكلة... كما أنها مشكلة حقيقية بالنسبة لنا». ووصف بينا نيتو بأنه «رجل طيب» لكنه قال إن عصابات المخدرات تعمل في الولايات المتحدة و«تسمم شباب بلادنا.»